خطيب المسجد والنائب(الأسبوع الثانى)

لكل منا نظرته فى الحياة والفكر تتوالى فى ذهن معتنقيها فالبعض يبغض الماضى لانه الحاجة والفقر أمام بريق المال وكلما ننثر التراب فوق القيم لتتهاوى تتجيش فى صدورنا فكرة الثبات على المبدأ وليس الثبات على المبلغ0

خطيب المسجد وسيادة النائب

عاش فى فى بيته المتهالك أثاثه يعانى ويلات الفقر ، يوما كان يخط اليفط لمرشح فى الإنتخابات التشريعية لمجلس الشعب فى ذلك البيت واليوم يصارع طموحه فى الخروج من عنق الزجاجة ، وقرر أن ينزل السباق ليغير الأوضاع المتردية ، الكل من حوله متعاطفين معه لفقره ويسارعون بتقديم العون المادى والمعنوى لكى ينجح ويكون لهم ممثل من الطبقة الكادحة 0
وهاهو القدر يلعب دوره فى اشعال فتيل الصراع بين أقوى قطبين من المرشحين فتتفتت أصواتهم وينفتح الطريق أمام ليعلن القاضى بفوزه نائب للدائرة وأصوات الفرحة تعلو فى رباع المكان وكل شارع وحارة عاش فرحة النجاح فوقف بين أيديهم ليعلنها بالصوت العالى
(

سأرد الجميل لكل من ساندنى وسأقضى عمرى كله متعهدا فى خدمة الناس

)
وكأن الكرسى له بريق ،أصبح يركب سيارة من أحدث الموديلات وأصبحت الفيلا الفخمة فى أرقى مناطق البلدة وأبوابها الموصدة أمام كل من أراد زيارته ، ليتناسى ماضيه فى حاضر يعايشه أمام المنصب فهذه المرة يجلس مع وزير والأخرى مع المحافظ ومأمور المركز يأتى مخصصا فى بيته 0
وفى صلاة الجمعه الكل من حوله ويكذب أنا دائما بابى مفتوح أمامكم

فوقف شيخ المسجد قائلا له

لوسمحت هذا المكان للعبادة وليس أمسية إنتخابية فلا يحق أن تذكر وعود ولا توفى بها 0

(يا مولانا هناك خطط فى الدولة ولانستطيع تعجلها فهل لك طلب شخصى )
وهل خطط الدولة تتيح لك تعيين أقاربك فى الدولة دون غيرهم ومن غير العائلة يدفع (10000) للحصول على فرصة عمل 0
وهل حينما تضر بمصلحة القرية فى تحويل ترعة المياه لتمر بعذبة السيد فلان وتُحرم باقى الأراضى وتعانى من صعوبة فى الرى ثبات على المبدأ أم هو ثبات على المبلغ
رجاء ياسيدى يجب أن نلبس ثوب الحق والصدق لنصل للغاية فمن يتكلم عن القيم وهو ليس بأهلها كثوب واسع متسخ

فيرد عليه النائب
أنت مازلت تعيش الرجعية فى ظل التقدم وتعيش فى قالب ضيق إسمه القرية ولم تنفتح إلى المدنية الحديثة فى عالم البيزنس والمكسب وكل شئ يقدر بالمال أنت تضحك على نفسك وتبث سم الرجعيه وتظلم هؤلاء الناس بأفكارك لكى يتم بناء هذه القرية لابد من التنازلات وتقديم الرشاوى فى المكاتب وسياسة الواحد فى مقابل واحد منفعة تساوى منفعة بفلسفتك هذه لن يكون هناك تقدم 0

إن لم تكن الأخلاق عنوان للمجتمعات فقد تنحدر فى ترتيبها البنوى والعقائدى فهناك ثبات على المبدأ وليس المبلغ ونظرية المنفعة التى ذكرتها مستوردة من مجتمعات علمانية لاتعترف بالدين نحن هنا ياسيدى نتعلم من نظرية (الإيثار) (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )
نتعلم من هذه النظرية الحب والإخاء حتى لو جفت فروع شجرة الإيمان بداخلنا تبقى جذورها تعطينا قيمة الحياة وماهيتها فإذا إنقطع ساق الشجرة وفروعها يبقى جذرها يمدها بالحياة لينبت ساقها وفرعها من جديد أما إن مات جذرها فنموت معها لأننا أمة تعلمت على رسالة السماء وهدى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم 0

أمام هذه الكلمات وصدها تعجب الحاضرين فمن بينهم من تمنى أن يكون مثل هذا النائب يوما واليوم تعلم أن يكون بقناعة ورضا شيخ المسجد

تمت

خطيب المسجد والنائب(الأسبوع الثانى) User_online

تسلم الايادى ع القصه الجميله
منتظرين منك ابداع

يسلموا ع الطرح الرائع

» مكالمه بين خطيب و خطيبته أدت إلى فسخ الخطوبة
» توفى وهو فى المسجد النبوى
» لمحبى اللغه الالمانيه (الفصل الثانى)
» خيانة الزوجه لزوجها من القران والسنة الدرس الثانى
» بلال بن رباح - مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم / الجزء الثانى