الإرهابي

الإرهابي

لم تكن المناديل التي معي تكفي لتجفيف عرقي في هذا اليوم شديد الحرارة. فمسحة واحدة على جبيني كفيلة بجعلها غارقة وغير صالحة للإستخدام مرة أخرى. وواحدة تلوى الأخرى أنتهت رزمة المناديل التي مكنت أحملها. ولم أكن بعد أن أكملت الجولة التفقدية أثناء نوبة حراستي حول المبنى الذي أعمل في حارسا. ها هي الشمس فوق رأسي تماما تتوسط كبد السماء. وتبذل حرارتها بسخاء لا نظير له وكأنها لا تخشى أبدا من نفاذ مافي جعبتها من لهب ..

كل شيء هنا عداي مرتب وأنيق وفاره. إبتداء من المبنى الفخم مرورا بالأشجار المقلمة بدقة والحشائش المتساوية الطول. والمياه المتدفقة برقة مشكلة جدولا جميلا في تلك النافورة والممرات التي تفصل بين الأشجار. وهناك تحت المظلات تنعم السيارات الحديثة بظل ظليل. فهي كأصحابها لا تتحمل شدة صيفنا وجلافته. أكملت تجوالي بهدوء. وتتاهي إلى سمعي صوت خلف الأشجار. التفت إليه مرهفا سمعي لكن الصوت ارتفع اكثر وأنا خفضت رأسي بعد أن كنت أنظر إلى أعالي الأشجار ظنا مني أن سربا من الحمام أتعبها الحر مثلي هي سبب الضجيج. وإذ بي أفاجأ أن الحركة تكم أسفل الأشجاء وبالنحديد تحت تلك الشجرة الضخمة الكثيرة الأغصان.

اقتربت لأستطلع الأمر. ومع اقترابي زادت الحركة. ما بعث في نفسي الريبة والشك. فتلمست سلاحي لأتأكد من قربه فقد أحتاج إليه..

من هناك؟ لم يجبني أحد.
أهناك أحد؟
أتتني الإجابة على شكل حركة سريغة نحو المبنى فأشهرت سلاحي وصرخت: "سلم نفسك" وبدا لي وكأن الأمر هجوما إنتحاريا. ورأيت شيئا يجري لم أستبنه فأطلقت النر مستبقا أي حدث سيء..
عم سكون للحظات ما لبث أن تحول إلى ضجيج وزحام وامتلأ المكان بالحرس وبجسارة تقدمتهم ودنوت وأزحت الحشائش وأغصان الحشائش المتكسرة رأيت الجثة أمامي فأمسكتها من ذيلها ورفعتها منتشيا بانتصاري ..
مجرد قط ..؟!

قلتها وأنا أتوقع في قرارة نفسي مكافأة مجزية لحظري ودقتي ونباهتي وو..
وتبخرت أحلامي حين أطلت عجوز من الجموع. شقراء أكتست بشرتها حمرة عجيبة وعيناها الخضروان تختبئان خلف جفنيها المتورمين وصاحت بي باكية: إنها قطتي!!
وحين أيقنت بموتها أخذت تبكي بحرقة وتضرب صدغها المترهل بكفيها المتجعدتين: قتلها الغبي .. قتلها.

تسائلت وأنا أحاول رفع صوتي وسط الهمهمات الغاضبة والعيون اللائمة ما الذي أحضر قطة مدللة إلى هنا؟!
حاولت شرح اللبس الذي حصل وتوضيح وجهة نظري بالموضوع الحاصل. لكن لم يكن هناك من يريد سماع ما أقوله. أو يكترث لوجودي. فقد انصرفوا إلى الجثة ومواساة صاحبتها المنهارة..
وللحظة تمنيت أنني قط مدلل عند سيدة عطوفة ..!
بعد إنتهاء التحقيق ودراسة ملابسات الحادث تم استدعائي. ساءلني الندير وهو ينظر إلي بغضب: كيف تجرأت على قتل قط أليف؟ تصرفك غير مسؤوب! أرهبت الآمنين وأثرت الفوضى وأعقت سير العمل!
كان يجدر بنا ألا نسلم أمثالك سلاحا. فأنت أصغر من تحمله!
ورمى ملفي قائلا:
تمت إقالتك..
بهدوء ودون أن أنبس ببنت شفة. أخذته ووضعته تحت إبطي وألقيت تحية عسكرية عليه وتحت أشعة الشمس الملتهبة سرت راجيا أن أتبخر فأكون أي شيء غير الذي يكرم حيوانا ويهين إنسانا ويدعي الشعور ..

هههههههههه فعلا الزمان ده الحيونات اهم من البنى ادمين بكتتتتتتتتتتتتتتتير اوي
قصه روووووووووووعه زيزى ودايما مواضيعك صح قليله بس هادفه وده الي عاوزاه
مشكووووووووووووره حبيبتى وتسلم ايدك