şα3β αηšαķ المدير العام
الأوسمة : عدد المساهمات : 6332 تاريخ التسجيل : 03/05/2009 العمر : 35
| موضوع: ما يلقاه الإنسان بعد موته الجمعة مارس 26, 2010 8:25 am | |
| [/size] يلقاه الإنسان بعد موته
إذا بلغ الأجل الذي قدر له واستوفاه، جاءته رسل ربه عز وجل ينقلونه من دار الفناء إلى دار البقاء، فجلسوا منه مد البصر، ثم دنا منه الملك الموكل بقبض الأرواح فاستدعى بالروح، فإن كانت روحًا طيبة، قال: اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب، واخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان، فتخرج من بدنه كما تخرج القطرة من في السقاء فإذا أخذها لم يدعها الرسل في يديه طرفة عين، فيحنطونها ويكفنونها بحنوط وكفن من الجنة، ثم يصلون عليها، ويوجد لها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض.
ثم يصعد بها للعرض الأول على أسرع الحاسبين، فينتهي بها إلى سماء الدنيا فيستأذن لها، فيفتح لها أبواب السماء، ويصلي عليها ملائكتها ويشيعها مقربوها إلى أن ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل فتحيي ربها تبارك وتعالى بتحية الربوبية «اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام» فإن شاء الله أذن لها بالسجود، ثم يخرج لها التوقيع بالجنة فيقول الرب جل جلاله: «اكتبوا كتاب عبدي في عليين، ثم أعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى» ثم ترجع روحه إلى الأرض، فتشهد غسله وتكفينه وحمله وتجهيزه ويقول: قدموني، قدموني، فإذا وضع في لحده وتولى عنه أصحابه، دخلت الروح معه، حتى إنه ليسمع قرع نعالهم على الأرض، فأتاه حينئذ فتانا القبر، فيجلسانه ويسألانه: من ربك وما دينك، ومن نبيك؟ فيقول ربي الله، وديني الإسلام، ونبيِّي محمد فيصدقانه ويبشرانه بأن هذا الذي عاش عليه ومات عليه، وعليه يبعث.
ثم يفسح له في قبره مد بصره، ويفرش له خضر، ويقيض له شاب حسن الوجه طيب الرائحة فيقول: أبشر بالذي يسرك فيقول من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير، فيقول أنا عملك الصالح، ثم يفتح له طاقة إلى النار يقال انظر ما صرف الله عنك، ثم يفتح له طاقة إلى الجنة، ويقال: انظر ما أعد الله لك، فيراهما جميعًا.
وأما النفس الفاجرة: فبالضد من ذلك كله، إذا آذنت بالرحيل نزل عليها ملائكة سود الوجوه، معهم حنوط من نار، وكفن من نار فجلسوا منه مد البصر ثم دنا الملك الموكل بقبض النفوس، فاستدعى بها، وقال: اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث، أبشري بحميم وغساق، وآخر من شكله أزواج، فتطاير في بدنه فيجتذبها من أعماق البدن فتنقطع معها العروق والعصب، كما ينتزع الشوك من الصوف المبلول، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين. ويوجد لها كأنتن رائحة جيفة على وجه الأرض فتحنط بذلك الحنوط وتلف في ذلك الكفن ويلعنها كل ملك بين السماء والأرض، ثم يصعد بها إلى السماء فيستفتح لها، فلا تفتح لها أبواب السما، ثم يجيء النداء من رب العالمين اكتبوا كتابه في سجين، وأعيدوه إلى الأرض فتطرح روحه طرحا، فتشهد تجهيزه وتكفينه وحمله، وتقول وهي على السرير: يا ويلها، إلى أين تذهبون بها؟ فإذا وضع في اللحد أعيدت إليه وجاءه الملكان، فسألاه عن ربه ودينه ونبيه، فيتلجلج ويقول: لا أدري فيقولان له: لا دريت، ولا تليت، ثم يضربانه ضربة ويصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين، ثم يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، ثم يفرش له نار، ويفتح له طاقة إلى الجنة، فيقال: انظر إلى ما صرف الله عنك، ثم يفتح له طاقة إلى النار، فيقال: انظر إلى مقعدك من النار، فيراهما جميعا ثم يقيض له أعمى، أصم أبكم فيقول: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر، فيقول: أنا عملك السيء.
ثم ينعم المؤمن في البرزخ على حسب أعماله، ويعذب الفاجر فيه على حسب أعماله، ويختص كل عضو بعذاب يليق بجناية العضو، فتقرض شفاه المغتابين الذي يمزقون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم بمقاريض من نار، وتسجر بطون أكلة أموال اليتامى بالنار، ويلقم أكلة الربا بالحجارة، ويسبحون في أنهار الدم كما سبحوا في الكسب الخبيث، وترض رءوس النائمين عن الصلاة المكتوبة بالحجر العظيم ويشق شدق الكذاب الكذبة العظيمة بكلابيب الحديد إلى قفاه ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه كما شقت كذبته النواحي وتعلق النساء الزواني بثديهن وتحبس الزناة والزواني في التنور المحمي عليه، فيعذب محل المعصية منهم وهو الأسافل.
وتسلط الهموم والغموم، والأحزان والآلام النفسانية على النفوس البطالة التي كانت مشغوفة، باللهو واللعب والبطالة، فتصنع الآلام في نفوسهم كما تصنع الهوام والديدان في لحومهم، حتى يأذن الله سبحانه بانقضاء أجل العالم وطي الدنيا، فتمطر الأرض مطرا غليظا أبيض كمني الرجال أربعين صباحا فينبتون من قبورهم كما تنبت الشجرة والعشب فإذا تكاملت الأجنة وأقربت الأم، وكان وقت الولادة أمر الله سبحانه إسرافيل فنفخ في الصور نفخة البعث، وهي الثالثة وقبلها نفخة الموت وقبلها نفخة الفزع فتشققت الأرض عنهم فإذا هم قيام ينظرون يقول المؤمن }الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور{.
ويقول الكافر: }يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ{[يس: 52] فيساقون إلى المحشر حفاة عراة غرلا بهما، ومع كل نفس سائق يسوقها وشهيد يشهد عليها، وهم بين مسرور ومثبور، وضاحك وباك }وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ*ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ*وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ*تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ{[عبس: 38-41] حتى إذا استكملت عدتهم، وصاروا جميعًا على وجه الأرض، تشققت السماء وانتثرت الكواكب، ونزلت ملائكة السماء، فأحاطت بهم ثم نزلت ملائكة السماء الثانية، فأحاطت بملائكة السماء الدنيا ثم كل سماء كذلك، فبينما هم كذلك إذ جاء رب العالمين سبحانه لفصل القضاء فأشرقت الأرض، بنوره وتميز المجرمون من المؤمنين ونصب الميزان وأحضر الديوان واستدعي بالشهود، وشهدت يومئذ الأيدي والألسن والأرجل والجلود، ولا تزال الخصومة بين يدي الله سبحانه حتى يختصم الروح والجسد فيقول الجسد: إنما كنت ميتًا لا أعقل ولا أسمع ولا أبصر، وأنت كنت السميعة المبصرة العاقلة وكنت تصرفيني حيث أردت فتقول الروح: وأنت الذي فعلت وباشرت المعصية وبطشت.
فيرسل الله سبحانه إليهما ملكا يحكم بينهم، فيقول: مثلكما مثل بصير مقعد، وأعمى صحيح، دخلا بستانا فقال المقعد: أنا أرى الثمار ولا أستطيع أن أقوم إليها، وقال الأعمى: أنا أستطيع القيام، ولكن لا أرى شيئًا، فقال له المقعد: احملني حتى أصل إلى ذلك، ففعلا فعلى من تكون العقوبة؟ فيقولان: عليهما فيقول: فكذلك أنتما.
فيحكم الله سبحانه بين عباده بحكمه الذي يحمده عليه جميع أهل السموات والأرض، وكل بر وفاجر ومؤمن وكافر: }وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ{، }فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ*وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ{[الزلزلة: 7، 8] ثم ينادي مناد: لتتبع كل أمة ما كانت تعبد.
فيذهب أهل الأوثان مع أوثانهم، وأهل الصليب مع صليبهم وكل مشرك مع إلهه الذي كان يعبد، لا يستطيع التخلف عنه فيتساقطون في النار.
ويبقى الموحدون فيقال لهم ألا تنطلقون حيث انطلق الناس؟ فيقولون: فارقنا الناس أحوج ما كنا إليهم، وإن لنا ربا ننتظره فيقال: وهل بينكم وبينه علامة تعرفونه بها؟ فيقولون: نعم، إنه لا مثل له، فيتجلى لهم سبحانه في غير الصورة التي يعرفونه فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه فيتجلى لهم في صورته التي رأوه فيها أول مرة ضاحكا فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعم أنت ربنا، ويخرون له سجدا إلا من كان لا يصلي في الدنيا أو يصلي رياء فإنه يحال بينه وبين السجود.
ثم ينطلق سبحانه ويتبعونه، ويضرب الجسر، ويساق الخلق إليه، وهو دحض مزلة مظلم، لا يمكن عبوره إلا بنور، فإذا انتهوا إليه قسمت بينهم الأنوار على حسب نور إيمانهم وإخلاصهم وأعمالهم في الدنيا، فنور كالشمس ونور كالنجم ونور كالسراج في قوته وضعفه.
وترسل الأمانة والرحم على جنبتي الصراط، فلا يجوز خائن، ولا قاطع رحم، ويختلف مرورهم عليه بحسب اختلاف استقامتهم على الصراط المستقيم في الدنيا، فمار كالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاود الخيل، وساع، وماش، وزاحف وحاب حبوًا. وينصب على جنبتيه كلاليب لا يعلم قدر عظمها إلا الله عز وجل، تعوق من علقت به عن العبور على حسب ما كانت تعوقه الدنيا عن طاعة الله ومرضاته وعبوديته، فناج مسلم ومخدوش مسلم، ومقطع بتلك الكلاليب، ومكدوس في النار، وقد طفي نور المنافقين على الجسر أحوج ما كانوا إليه كما طفيء في الدنيا من قلوبهم وأعطوا دون الكفار نورًا في الظاهر كما كان إسلامهم في الظاهر دون الباطن، فيقولون للمؤمنين، قفوا لنا: }نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ{ ما نجوز به فيقول المؤمنون والملائكة }ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا{. قيل المعنى: ارجعوا إلى الدنيا، فخذوا من الإيمان نورا تجوزون كما فعل المؤمنون وقيل: ارجعوا وراءكم حيث قسمت الأنوار، فالتمسوا هناك نورا تجوزون به.
ثم ضرب بَيْنَهُمْ، وبين أهل الإيمان بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ الذي يلي المؤمنين فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ الذي يليهم: مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ*يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللهِ وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ*فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ[الحديد: 13-15].
فإذا جاوز المؤمنون الصراط، ولا يجوزه إلا مؤمن أمنوا من دخول النار، فيحبسون هناك على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في دار الدنيا، حتى إذا هذبوا أذن لهم في دخول الجنة. فإذا استقر أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار، أتي بالموت في صورة كبش أملح، فيوقف بين الجنة والنار، ثم يقال: يا أهل الجنة فيطلعون وجلين ثم يقال: يا أهل النار، فيطلعون مستبشرين فيقال: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، وكلهم قد عرفه، فيقال: هذا الموت، فيذبح بين الجنة والنار، ثم يقال: يا أهل الجنة خلود ولا موت، ويا أهل النار خلود ولا موت.
فهذا آخر أحوال هذه النطفة التي هي مبدأ الإنسان، وما بين هذا المبدأ وهذه الغاية أحوال وأطباق قدر العزيز العليم تنقل الإنسان فيها، وركوبه لها طبقا بعد طبق، حتى يصل إلى غايته من السعادة والشقاوة.
قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ*مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ*مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ*ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ*ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ*ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ*كَلا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ[عبس: 17-23]. فنسأل الله العظيم أن يجعلنا من الذين سبقت لهم منه الحسنى ولا يجعلنا مع الذين غلبت عليهم الشقاوة فخسروا في الدنيا والآخرة، إنه سميع الدعاء وهو حسبنا ونعم الوكيل آمين.
والحمد لله رب العالمين وصلواته على خير خلقه محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه وسلم. | |
|
Tear of pain مشرفه
عدد المساهمات : 596 تاريخ التسجيل : 16/08/2009 العمر : 32
| موضوع: رد: ما يلقاه الإنسان بعد موته الثلاثاء سبتمبر 07, 2010 3:50 am | |
| تسلم ايدك وماننحرم جديدك يسلموو | |
|
عشــــــــقت القمـــــر
عدد المساهمات : 38 تاريخ التسجيل : 25/07/2010 العمر : 27
| |
basmala نــــائبه المديرالعام
الأوسمة : عدد المساهمات : 2224 تاريخ التسجيل : 10/06/2009 العمر : 29
| موضوع: رد: ما يلقاه الإنسان بعد موته الجمعة سبتمبر 17, 2010 8:35 pm | |
| عليه افضل الصلاه والسلام اللهم احسن ختامنا جميعا تسلم ايديكى حبيبتى وجعله الله فى ميزان حسناتك | |
|
ana 7abibat baba عضو مميز
عدد المساهمات : 647 تاريخ التسجيل : 13/02/2010 العمر : 36 الموقع : http://mead0o015.ahlamontada.net/forum.htm
| موضوع: رد: ما يلقاه الإنسان بعد موته الأحد سبتمبر 19, 2010 4:37 pm | |
| | |
|