ESLAM ALI المدير العام
الأوسمة : عدد المساهمات : 2192 تاريخ التسجيل : 02/05/2009 العمر : 35
| موضوع: لاتخش من الوساوس؛ فهي من كيد الشيطان(إن كيده كان ضعيفا) الإثنين مارس 29, 2010 4:52 am | |
| لاشك أن الوساوس والشكوك تنتاب الإنسان غصبا عنه، وبعض الناس يجزع منها أشد الجزع، بل يعتبرها الكفر بعينه، وقد يترتب على هذا الأمر آثار خطيرة، حيث أن بعضهم قد يترك أداء الفرائض معتقدا أنه قد خرج من الملة بهذه الخواطر الشيطانية... وينبغي ألا نستسلم لهذا الأمر ، بل نحاربه حتى ننفيه عن أنفسنا، فهو من كيد الشيطان الذي ذكر الله تعالى أن كيده كان ضعيفا... والحقيقة أن الجزع من هذه الوساوس يدل على صحة الإيمان، ومتانته، وهذه الخواطر ليست إلا من من كيد الشيطان؛ يريد أن ينغص علي المؤمن حياته، ويشوش عليه إيمانه، كما أن هذه الوساوس لاتضر المؤمن بأذن الله... يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: كل ما وقع في قلب المؤمن من خواطر الكفر والنفاق فكرهه وألقاه؛ ازداد إيمانا ويقينا، كما أن كلما حدثته به نفسه؛ فكرهه ونفاه عن نفسه، وتركه لله؛ ازداد صلاحا وبرا وتقوى... وهذه الوساوس والشكوك كانت موجودة لدى قلة من الناس منذ عصر الرسول – صلى الله عليه وسلم – عصر الإشراق الإيماني، والصفاء الروحي... فكيف لاتحصل في زماننا هذا ... زمن الطغيان المادي، والجفاف العاطفي... وقد أتى إلي الرسول ق بعض الصحابة يشكون من هذه الوساوس التي شوشت عليهم عقيدتهم، فقد أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: $جاء ناس من أصحاب النبي عليه السلام، فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به... قال: أوقد وجدتموه؟ قالوا: نعم... قال: ذلك صريح الإيمان... وفي رواية أخرى: يا رسول الله إن أحدنا ليجد في نفسه ما لأن يخر من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به... فقال ذلك صريح الإيمان... وفي رواية الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة أي كيد الشيطان. قال النووي في شرحه على صحيح مسلم صريح الإيمان معناه استعظامكم الكلام به فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به، فضلاً عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققاً، وانتفت عنه الريبة والشكوك.. وقيل معناه أن الشيطان إنما يوسوس لمن يئس من إغوائه، فينكد عليه بالوسوسة لعجزه عن إغوائه، وأما الكافر فإنه يأتيه من حيث شاء، ولا يقتصر في حقه على الوسوسة بل يتلاعب به كيف أرا). وقال شيخ الإسلام رحمه الله: (أي حصول الوسواس مع الكراهة العظيمة له، ودفعه عن القلب هو من صريح الإيمان، كالمجاهد الذي جاءه العدو فدافعه حتى غلبه فهذا أعظم الجهاد، والصريح الخالص كاللبن الصريح وإنما صار صريحاً لما كرهوا من تلك الوساوس الشيطانية ودفعوها، فخلص الإيمان فصار صريحاً ). وقال – صلى الله عليه وسلم –: ( لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق الله الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل آمنت بالله ) رواه مسلم في كتاب الإيمان. وقال أيضاً عليه السلام: ( يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا وكذا حتى يقول من خلق ربك فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته) متفق عليه. قال ابن حجر في شرح هذا الحديث: $فليستعذ بالله ولينته عن الاسترسال معه في ذلك، بل يلجأ إلى الله في دفعه، ويعلم أنه يريد إفساد دينه وعقله بهذه الوسوسة، فينبغي أن يجتهد في دفعها بالاشتغال بغيرها ). وقال النووي: (معناه الإعراض عن هذا الخاطر الباطل والالتجاء إلى الله تعالى في إذهابه، قال المازري رحمه الله، ظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعراض عنها، والرد لها من غير استدلال ولا نظر في إبطالها)... والذي يقال في هذا المعني أن الخواطر على قسمين: فأما التي ليست بمستقره ولا اجتلبتها شبهة طرأت، فهي تدفع بالإعراض عنها، وعلى هذا يحمل هذا الحديث، وعلى مثلها يطلق اسم الوسوسة، فكأنه لما كان أمراً طارئاً بغير أصل دفع بغير نظر في دليل إذ لا أصل له ينظر فيه... وأما الخواطر المستقرة التي أوجبتها الشبهة فأنها لا تدفع إلا بالاستدلال والنظر في أبطالها والله أعلم ). من خلال استعراض هذه الأحاديث النبوية السابقة وأقوال شراحها يتبين لنا الأمور التالية: 1- أن هذه الوساوس لا حيلة للإنسان فيها، فهي تخطر على باله رغما عنه. 2- أنها لا تضره بإذن الله ما دام كارها لها، باذلاً جهده في مدافعتها. 3- أن هذه الوساوس التي يكرهها الإنسان ويخاف منها لا تدل على ضعف الإيمان، بل هي تدل على قوة الإيمان كما أخبر بذلك الرسول – عليه السلام – فقال ذلك صريح الإيمان، أي خالصه الذي لم تخالطه أي شائبة، أما هذه الخواطر فإنها من الشيطان الذي يئس من إغواء المسلم لقوة إيمانه فلم يجد إلا أن ينكد عليه حياته، وينغص عليه عيشه بهذه الوسوسة، إذن فعلى من يحس بها ألا يستسلم للشيطان بل يجاهده، ويدفع شره بكل الطرق وهو بهذه المجاهدة والمدافعة مثاب إن شاء الله. 4- عندما يحس الإنسان بشيء من هذه الوساوس يقول : آمنت بالله كما أمر النبي عليه السلام يقول : ذلك بصوت واضح، ويكرره مع الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ومع التفكير في عظمة الله سبحانه وتعالى – والتفكير في مخلوقاته الكثيرة مثل الشمس والقمر والليل والنهار والدقة العجيبة في تنظيم هذا الكون. 5- أن يعرض عن هذه الوساوس، ويحاول أن يتناساها كلياً وذلك بالاشتغال بغيرها من الأمور المفيدة... هذا إذا كانت هذه الوساوس طارئة، أما إذا كانت مستقرة أو بسبب شبهة فهنا لابد من البحث في المسألة، ولابد من الاستدلال والنظر لكي يزيل هذه الشبهة عن نفسه لأنها ستبقى حاجزاً بينه وبين الصفاء الإيماني، والنقاء الروحي والأنس بالله – سبحانه وتعالى – والإقبال على العبادة بشوق وسرور. | |
|
ĐŔẻÁm mŏŏή مشرفه
الأوسمة : عدد المساهمات : 310 تاريخ التسجيل : 06/12/2009 العمر : 34
| موضوع: رد: لاتخش من الوساوس؛ فهي من كيد الشيطان(إن كيده كان ضعيفا) الثلاثاء مارس 30, 2010 2:50 pm | |
| | |
|