ESLAM ALI المدير العام
الأوسمة : عدد المساهمات : 2192 تاريخ التسجيل : 02/05/2009 العمر : 35
| موضوع: أين التسونامي في القرآن العزيز ؟! الإثنين مارس 29, 2010 4:17 pm | |
| آخر من كتب في عقوبة الله تعالى " التسونامي " الشيخ ( عبد الرحمان * ) ذلك بمناسبة ضرب الله عز وجل بالتسونامي جزر سليمان ، وقد حل بهم عقاب الله تعالى وتأويل هاتين الآيتين من بعد ما حل ذلك بجزر اندونيسيا من قبل ، وأهلك الله تعالى منهم الكثير .
قال عز وجل : ﴿ بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ .
وقال : ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ .
لم يذكر ذلك إلا في هاتين السورتين الأنبياء والرعد ، فتعالوا بنا نتجول في نسائمهما نتعرف أسرارهما ، وكل ما قيل في تفسير هاتين الآيتين عن السلف في التعيين لا تلتفت له أخي المؤمن ، فأكثرهم يقول ذلك على سبق الذكر ولا يتأجلونه ، قليل من الآيات يعتقدون تأويلها مما لم يقع ، بل جل الآيات يرون تأويلها مما وقع في زمانهم وليس بصحيح هذا الإعتقاد ، بل جل القرآن مما يكون تأويله آخر الزمان .
ومن أعطى بالتفسير حكم الرفع لكل ما قاله صحابي فهو جاهل ، إذ قد ثبت اختلافهم في تفسير كل آية ، لم يتركوا آية لم يتحدث بتفسيرها صغار الصحابة وكبار التابعين ، حتى وقع بأقوالهم خطأ كثيرا وكذب على كتاب الله تعالى ، وهو من قولهم بالرأي في هذا الشأن .
ورحم الله تعالى الصديق كان يمتنع من ذلك أشد الإمتناع ، فقد روى عنه ابن أبي مليكة أنه سئل عن آية من كتاب الله عز وجل فقال : آيَّةُ أرض تُقلني ، أو أية سماء تُظلني ، أو أين أذهب ، وكيف أصنع إذا انا قلت في آية من كتاب الله بغير ما أراد الله بها ؟ . " رواه سعيد بن منصور في سننه وأبو عبيد في فضائل القرآن "
بل روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثت بذلك عائشة قالت : لم يكن النبيُّ صلى الله عليه وسلم يفسر شيئًا من القرآن ، إلا آيًا بعَددٍ ، علمهنّ إياه جبريل عليه السلام . " رواه الطبري في مقدمة تفسيره وصححه أحمد شاكر " .
وكان ابن عباس مما يعتقده : أن القرآن أنزل عليهم ، وأنه يعلم فيم نزل . " سعيد بن منصور "
وهنا جهل ابن عباس فاضح حين ادعى علمه تاويل كل آية من الكتاب ، ويرده قوله عز وجل : ﴿وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ . هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ﴾ . وتأويله مما لم يأت بعد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكيف عرف ذلك ابن عباس ؟!
﴿ هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ﴾ .
لا يجوز لأي أحد كان من الصحابة كبيرا كان أو صغيرا دعوى علمه بتأويل كل آية بالكتاب العزيز ، فإن من تأويله ما لم يأت بعد إنما يكون آخر الزمان ، وجل تلك الأخبار انزلوها على كفار قريش في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وجل قولهم في ذلك من الباطل ، وأظهر شيء من ذلك دعوى ابن مسعود ومن قلده في تأويل آيات سورة الدخان .
قال عز وجل : ﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ . بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴾ .
وتأويل تلك الآيات مما لم يقع إلا في زماننا ، وعلمها من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى ومن ارتضى من رسول ، لا يعلم ذلك لا صحابي ولا تابعي ولا من هو دون منزلتهم .
ولذا لما خاضوا بذلك وادعوا علمه أتى بعضهم بما يضحك ، مثل القول المأثور عن الشعبي وحكي ايضا عن عكرمة :
لَوْ كَانَتْ الأرْض تَنْقُص لَضَاقَ عَلَيْك حُشّك , وَلَكِنْ تَنْقُص الأنْفُس وَالثَّمَرَات . " ذكره الطبري في تفسيره "
وكان الشعبي يوما يروي في الطلاق بحديث فاطمة بنت قيس فحصبه أحد الصحابة وانكر عليه رواية هذا ، فهلا خشى الشعبي ان يحصب من السماء وهو يقول على كتاب الله تعالى بهذا الجهل ؟
تنقص الأرض بإزادة الله تعالى مياه المحيطات والبحار والخلجان مما يذيب بإذنه ثلوج القطبين ليدمر سواحلهم مجمع مصالحهم ، وقد مصروا معادن كثيرة عند تلك السواحل ، فأراد الله تعالى بذلك تعذيبهم كما وعد فزاد المياه على البحار مما أذاب من الثلوج بالقطبين ، وهو أمر واقع اليوم حقيقة مشهودة غير خاف أمرها ، وبذلك أعجب التأويلات لأنباء القرآن الكريم ، ولو أدرك الكفار أن ما يجدونه الآن من ازدياد نسبة مياه المحيطات والبحار ما يهدد مساحات شاسعه على السواحل بالغرق كان مما ذكر من قبل بالقرآن لعجبوا أشد العجب ، ولعل أكثرهم سيؤمن بالقرآن حينها بأنه حق وأنه فعلا كلام الله تعالى ، فرحم الله الشعبي لو سكت عن هذا إن صح عنه لكان خيرا له .
وأسخف منه قول ابن عباس في تلك الآيات : ذَهَاب عُلَمَائِهَا وَفُقَهَائِهَا وَخِيَار أَهْلهَا . وكأن ليس في الأرض إلا الفقهاء والعلماء ، وهذا صرف من أن يكون الوعيد لكل الأمم ومنهم أهل الكتاب ، ليجعل خاصا بالمسلمين ، وأي تقول بعد هذا على غيب الله تعالى وعلمه ووعيده للكفار والمشركين عموما ؟.
وأسخف من هذا القول وذاك ما رجحه الطبري قالوا إمام المفسرين :
وَأَوْلَى الأقْوَال فِي تَأْوِيل ذَلِكَ بِالصَّوَابِ , قَوْل مَنْ قَالَ : ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأرْض نَنْقُصهَا مِنْ أَطْرَافهَا ﴾ بِظُهُورِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَصْحَاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهَا وَقَهْرهمْ أَهْلهَا اهـ . وهذا باطله بين في محاولتهم ادراك ما غيب الله تعالى من علمه عنهم ، ويأبون إلا يدعون العلم بغيب آيات الوعيد ، ويكفي في بطلانه تصوره ، إذ عد ظهور أهل الإيمان نقص في الأرض ! .
وهل يعد انتهاء الإسلام وظهور الفتن ، وبلوغ حال أهل الإيمان للذلة والضعف في الأرض زيادة لا نقص ؟! على وفق فهم هذا المفسر ، هذا سخف من القول وانقلاب في الإدراك .
قال سبحانه : ﴿ حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً . قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً . عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً . إِلا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً ﴾ . وقد جعل له أمدا بعيدا وهو مما بين بالقرآن بقوله عز وجل : ﴿ وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً ﴾ . وذلك الهلاك أو العذاب الشديد مما أخذ تأويله يقع في زماننا رأي العين ومنه هذا التسونامي ، فما يدريه ابن عباس بهذا وهو لم يدركه ، لكنه تعجل القول بتأويل آيات الوعيد وما كان يصلح له ذلك ، لكنه فعل وفتن بقوله وقول غيره هؤلاء الجهلة من الذين أدركوا التأويل فعطلوا كتاب الله تعالى وكذبوا تاويله بسبب تلك التفسيرات المتخرصة على الكتاب والله المستعان .
قال أنس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لما نزلت ﴿ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ﴾ قلت: أيُّ جمع هذا ؟ فلما كان يوم بدر ، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيده السيف مصلتا ، وهو يقول : ﴿ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ﴾ . " الطبراني في الأوسط 4/145 "
وأي انقاص للأرض وإهلاك للناس مما أدرك ابن عباس حتى يقول بتأويل تلك الآيات بما قاله هو وغيره ، مما أدركنا نحن وأيقناه ؟
هو لم يكن يعلم معنى أطراف الأرض يقينا ليصح قوله ، ولم ير ذلك مثل ما رأينا اليوم بما حصل بتسونامي اندونيسيا ، وهذا الأخير في " جزر سليمان " وما سيأتي لعله سيكون أعظم أو مثله ، وعظم خطره بتواتره ، كل من جهتهم سيخشون أن يحصل عليهم مثل ما حصل على غيرهم ، إنه العذاب أو الإهلاك الموعود .
والآن سأتناول بالتفسير والبيان ما ورد في تلك الآيتين :
أولا : قوله تعالى : ﴿ بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ . قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاء إِذَا مَا يُنذَرُونَ ﴾ .
وكان قبلها قال تعالى : ﴿ خُلِقَ الإنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ . وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ . ثم ذكر امتاعهم حتى طال عليهم العمر ، وكان توعدهم قبل بأن يريهم آياته فلا يستعجلون ، وبين أنهم يستعجلونه تكذيبا ، فهل بين ابن عباس وغيره أين كانت تلك الآيات التي وعد الله تعالى ان يريها هؤلاء الكفرة ؟
ما كان من ذلك شيء مطلقا .
أما قولي واعتقادي أنا ، فها هي أطراف الأرض تضرب ، وأطرافها باعتبار سواحلها من البحار والخلجان ، وأثبت شيء في ذلك وأبينه ، ذوبان الجليد وتهديد مساحات شاسعة من تلك اليابسة بالغرق ، وهذا عين الإنقاص الذي أخبر عنه المولى عز وجل ، فلا قول لإبن عباس بتاتا مع هذا ، وقد كان غيبا لا يعلمه الا الله تعالى ، وها هو يقع رأي العين ومن شاء فليصدق ويؤمن ، ومن شاء فليكذب ويجحد فيكفر ، والكفرة هم أولئك الذين أخبرنا الله بكتابه العزيز عن حالهم بقوله : "﴿ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاء إِذَا مَا يُنذَرُونَ ﴾ .
هو هذا تحقق الوعيد ، انقاص من الأرواح ، وإنقاص من الأرض ، والأرزاق ، والبنيان .
ثانيا : قوله عز وجل في سورة الرعد : ﴿ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ . وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ . يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ . وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ . أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ . وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ .
العجب هنا للرد على تخرص ابن عباس وغيره ، أن الله تعالى يقطع بالتخيير في إرادته لهذا الرسول ، إما يريه بعض ما يعدهم أو يتوفينه وما عليه إلا البلاغ ، فمن أين أتوا باليقين أن ما وعدهم الله تعالى حصل ولو بعضه في زمان النبي صلى الله عليه وسلم ؟! ، والقرآن هنا مصرح وقاطع بأنهم رأوا ذلك هؤلاء المخاطبون ، فقال عز وجل : " أولم يروا أنا ناتي الأرض ننقصها من أطرافها " !! .
ويلزم من هذا أن كل الخطاب بهذه الآيات موجه لمن رأى ذلك الإنقاص ، ويترتب عليه أن كل هذا الخطاب لم يوجه لرسول الله صلى الله عليه وسلم المصطفى محمد ، بل وجه لرسول غيره سيدرك من يكذبه في ذلك وهذا هو وعيدهم من الله تعالى .
وهذا بائن من ظاهر قوله تعالى هنا " أولم يروا " ، والنبي صلى الله عليه وسلم لم ير ذلك ولم يدركه ، ولا الناس في قرنه ولا الذي تلاه ولا الذي بعده لقرون طويلة رأوا ذلك ، حتى جاء هذا القرن فرأى ذلك عيانا ومسهم ألمه ، فكان هذا أصرح شيء على تحقق إرسال المهدي ، بل توجيه الله تعالى له ولقرنه مكذبيه ، الخطاب مباشرة .
وقد سبق وبين في هذا الموضع وغيره أن ما وعدهم الله تعالى إنما يكون آخرا عند قرب انقضاء عمر الدنيا ، فهناك يقع تأويل وعيد الله تعالى فيعذب الأشرار ويعلي الأخيار ، ولمن بقي أصلا الوعيد ؟ ، ألكفار قريش ؟ وما هلك منهم إلا نفر يعدون على اصابع الكف الواحدة ، إن هذا القول بالتفسير اذهاب لحقائق القرآن العظيمة ، وتأويله المقدس بظنون سطحية وأكاذيب لسانية تنم عن جرأة على الكتاب وقد أتى عليه وعيد رهيب ! .
وختم الله تعالى تلك السورة بالقول : ﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴾ .
والمراد هنا بالشاهد غير الله تعالى المهدي خليفة الرحمان عز وجل ورسوله ومُحدَّثَه ، فهو من سيشهد لحق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، وما انزل عليه من آيات الذكر الكريم ، ويبين بإذن الله تعالى وتوفيقه وجه تاويل آيات الوعيد والوعد ، وهو الحاصل في هذا المقال وفي غيره الكثير مما كتب وصنف .
ويكفي لهذا زكاة من المولى سبحانه أن قرن شهادته عز وجل بشهادة المهدي لرسوله ولكتابه .
وأختم هنا بأعجب ما ورد بآيات سورة الرعد قوله عز وجل : ﴿ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ﴾ .
وهذا يكاد يكون صريح في عودة المصطفى صلى الله عليه وسلم ليريه بعض ما يعدهم ، لو ما منع الله تعالى الناس عن هذا الغيب إلا لمن ارتضى من رسول ، وسمى ذلك آية أي عودته وبين أن ذلك سيكون ، وهو الموعدة والأجل الذي ضربه لنبيه ذلك بقوله سبحانه :
﴿ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ . وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِّلْكَافِرِينَ . وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ .
سماه هنا معاد ، وهناك عده أجل وكتاب أي موعد ، والله الهادي وهو ولي التوفيق .
| |
|
LoOoOza عضو مميز
عدد المساهمات : 108 تاريخ التسجيل : 22/02/2010 العمر : 35 الموقع : http://hamst-3tab.banouta.net
| موضوع: رد: أين التسونامي في القرآن العزيز ؟! الثلاثاء مارس 30, 2010 1:47 am | |
| | |
|
şα3β αηšαķ المدير العام
الأوسمة : عدد المساهمات : 6332 تاريخ التسجيل : 03/05/2009 العمر : 35
| موضوع: رد: أين التسونامي في القرآن العزيز ؟! الثلاثاء مارس 30, 2010 6:48 am | |
| | |
|