احلام ضايعه
عدد المساهمات : 35 تاريخ التسجيل : 02/04/2010 العمر : 33
| موضوع: سنة أولى | تربية أطفال ... الإثنين أبريل 05, 2010 12:50 am | |
| .. بسـ..ـم اللـ..ـه الرحمـ...ـن الرحيـ...ـم ..
كلنا يعلم أنّ مرحلة الطّفـولة مرحلة إعداد وتـدريب للطفل لتـكوين شخصيته ، مما يستدعي وجود مربٍ نـاجح يجمع بين الصدق والأمانة ، والقوة والعدل ، والعلمِ والحرص . وبذا تكون التربية تنمية لجـوانب الشخصيـة وتنظيما لسـلوكها وبناءً لشخصية الطفل ( عقائدياً ، عبادياً وخلقيا وصحياً وعلمياً ) .
~ البناء العقائدي :
قال بـعضهم :
{ إنَّ الغصون إذاقومتها اعتدلتو لا يلين اذاقومته الخشب
وينفع الأدب الأحداث فيصغر وليس ينفع عند الشيبة الأدب ..
التوجيه والتأسيس السليمين للعقيدة عند الطفل ضرورين ، حيث يقوم بها الوالدان بشكل رئيسي وضمن المنهج الإسلامي الصحيح النابع من القرآن الكريم والسنة المطهرة ، مع الإستفادة من تربية السّلف وحُسن تطبيقهم لهذا المنهج وذلك تبعاً لعدة أسس :
- الأساس الأول : إحيـاء بذرة الفطرة والتي تتمثـل بتلقين الطفل كلمة التوحيد بأذنه اليمنى عند الولادة
- الأساس الثاني : تثبيت اعتقادهم بالله الواحد الأحد ، وترسيخ حب الله تعالى في نفوسهم .
قال جلّ وعلا : { قُل إن كُنتم تحبون اللهَ فاتَّبعوني يُحِببْكُم اللهُ ويَغفر لكم ذنوبَكم واللهُ غفورٌ رحيم }
إضافة لحب الرّسول عليه السّـلام والإيمان بالملائكة والرسل والكتب السماوية واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره
وبذا يتعلم الطفل أهمية أن يكون بين الإنسان وربه إيصال دائم لا ينقطع ، فالعبادات بشتى أنواعها تُشعر المؤمن بأنه موصول بالله يستمد منه الهداية والهون ، فيلبي الله دعاءه ، وبالتالي قد انعقدت بين الله وقلب الطفل صلة لا تنقطع في النهار أو الليل ، لا تنقطع في عمل أو شعور أو فكر أو قول .
ولا تنسي أيتها الأم الفاضلة أن تهيئي لأطفالك من يعلمهم القرآن سواء في البيت أو المسجد كي تربطيه به روحاً وفكراً وتلاوة وعملاً وأحكاماً
همسة لكِ :
- أجيبي تساؤلات طفلك الدينية بما يفهمه ويُناسب مستوى إدراكه
- لا تلقني طفلكِ اسم الله من خلال الأحداث الأليـمة
- حذارِ أن ترعبي طفلكِ بكثرة الحديث عن غضب الله وعذابه والنّار ، إنما رغبّـيه بالجنّـة
~ البناء العبادي :
بداية يتوجب عليكِ معرفة أن الطفولة ليست مرحلة تكليف وإنما إعداد وتدريب لمرحلة البلوغ .
من المهم تعويد الطفل على ممارسة الأمور العبادية كالصوم والصلاة ، وإن لم يدرك [ مبدئياً ] الفائدة منها ، لكنها على الأقل ستصبح جزءاً من تفكيره وسلوكه .
ويكون ذلك عن طريق القدوة الحسنة من الوالدين ، وترغيب الطفل بالعبادة على أنها جزء بسيط من شكر الله على نعمه الكثيرة علينا ، وإظهار الاهتمام بها وتقديمها على كل شيء .
~ البناء الأخلاقي :
ينفصل الجانب الرّوحي والعقائدي عن الجانب الخلقي ، حيث أن الأخلاق في السنة النبويّة لم تدع جانباً إلا رسمت له المنهج الأمثل للسلوك الرفيع .
وتأديب الطفل يكون بتعليمه الأدب مع الوالدين ، أدب الاحترام والتوقير للكبار والعلماء ، أدب الأخوة عن طريق بث روح التعاون والثقة بين أفراد البيت جميعاً ، فيشعر الطفل وكأن اخوانه أصدقاء له ، أدب الجار ، أدب الاستئذان ، أدب الحديث والسّـلام ، أدب المشي والجلوس ، آداب الطّعام والشراب ، آداب الإنصاتأثناء تلاوة القرآن .
ويتوجب تعليمه خلق الحياء ، خلق الصدق والتحرز من الكذب وتأكيد فكرة عدم وجود كذبة بيضاء أو كذبة نيسان ، ويكون ذلك عن طريق حثّه على الصدق دون إكراه ، وإشعاره بالمحبة والعطف وتشجيع الثقة في نفسه بأهمية قوله الحق ، خلق الأمانة والوفاء ، خلق حفظ السر ، خلق العفو والتواضع وتنظيف الصدر من الأحقاد .
~ البناء البدني :
وهذا بناء لا يقل أهمية عن غيره كونه يُسهم في تنمية الجسد وتوجيه نموه باتجاه تحصيل الصحة والقوة ، كما وأنه يساعد على النضج الإنفعالي وإنماء الوظائف الفكرية نظراً للعلاقة الوطيدة بين الجسد والنشاط الفكري ، ويسهم في تحسين التكيف الإجتماعي ، ناهيكِ عن أنه ينمي حاجة الطفل للحركة واللعب .
يشمل البناء البدني عدة أبعاد :
[/size]الريَاضة :حيث يمكنكِ تعليم الطفل السّباحة أو الرماية أو ركوب الخيل ، أو إجراء المسابقات الرياضية بينه وبين أقرانه ، ولا تنسي أهمية مشاركتك إياه بعض الألعاب ، فاللعب للطفل كالماء للإنسان ، وساحات اللعب أماكن يرسم فيها خطوط عريضة من شخصيته وأبعاد طويلة من تفكيره ، ويمكن اعتبارها ضرورة ملحّة .
الطعام والشراب :لا استمرار للحياة إلا بهما ، وقد وضع الإسلام قواعد خاصة وطُلب منّا تنفيذها ، ويتوجب عليكِ هنا أيتها الأم الفاضلة تعليمها لأطفالك ، كأن يغسل يديه قبل الطعام وبعده ، والاعتدال في تناول الطعام فلا إفراط ولا تفريط ، واجتناب الأطعمة أو الأشربة المحرمة .
النوم : قد دعا الإسلام إلى راحة الجسم بالنوم وقتاً كافياً كي تسكن الجوارح وترتاح . والنوم كما تعلمين من أعظم الأمور أهمية في حياة الطفل ، وقد حضّ الإسلام أن ينام الفرد على الجانب الأيمن ( والعلم الحديث اكتشف أهمية ذلك العظيمة ) ، وعليكِ أيتها الأم أن تعلميه الأذكار الخاصّة التي وردت عن النّبي ، كما عليكِ أن تجعلي له موعداً ثابتاً للنوم لا يأكل قبله أو يشرب .
- النظافة : وهي نوعين :
نظافة السرائر : وتتمثل في تطهير القلب والصّدر من الأخلاق المذمومة نظافة الظاهر : مثل نظافة الجسم والاغتسال وتقليم الأظافر والحلق ونظافة الثوب
من المهم كذلك تعليم الطفل الاستنجاء وأهميته ، وآداب قضاء الحاجة منها : أن يدخل الحمام برجله اليسرى ويخرج منه برجله اليمنى . أن يقول دعاء دخول الحمام [ اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ] ، ودعاء الخروج منه [غفرانك ] .
[size=25]~ البناء العلمي :
لم تعرف الشريعة ديناً مثل الإسلام عنيَ بالعلم عناية فائقة ودعا إلى التأمل والتفكر في الكون للوقوف على أسراره .
قال تعالى : {قلِانظُرُواْمَاذَافِيالسَّمَاوَاتِوَالأَرْضِ } .
تعليم الطفل تحدده مراحل نموه العقلي والفكري ، فيعلم الطفل أولاً النطق ، ثم الكلام ، ثم القراءة والكتابة ومعرفة أمور دينه .
ومما يتوجب عليكِ معرفته أيتها الأم الفـاضلة أن للجميع دور في التربية العلمية للطفل التي تبدأ بالوالدين والأهل ثم يأتي دور المدرسة والمعلم والمسجد والإعلام ، كل أولئك يشكلون ركيزة مهمة تُنشأ أجيالاً ذات عقيدة راسخة وإيمانا قـوي
الأساليب الخاطئة في تربية الطفل تُؤثر سلباً في تكوين شخصيته ، وهي إما تكون لجهل الوالدين في طرق التربية ، أو لاتباع أسلوب خاطئ .
{ من الاتجاهات الخاطئة التي ينتهجها الوالدين في تربية الطفل :
[size=21]التسلط أو السيطرة : أي تحكمك أيتها الأم الفاضلة بنشاط الطفل والوقوف أمام رغبته ومنعه من القيام بسلوك معين وإن كان مشروعاً ، أو إلزامه بالقيام بمهام وواجبات تفوق قدرته ، ويرافق ذلك العنف والحرمان ظناً منك أن ذلك في مصلحة الطفل دون أن تعلمي أنك تساهمين في ميل الطفل للخضوع واتباع الآخرين وتفقدينه ثقته بنفسه ، وطمسه وإبداعه وقدرته على المناقشة وإبداء الرأي ، وأحياناً قد ينتج عن ذلك طفل عدواني مخرب !
المبالغة في الحماية :
ويكون ذلك بقيامك أو والد الطفل بالمسؤوليات التي يفترض أن يقوم بها نيابة عنه ، فلا تتاح له الفرصة لاتخاذ قراره بنفسه أو إعطائه حرية التصرف بكثير من أموره . قد يرجع ذلك إلى خوف الوالدين على الطفل سيما وإذا كان وحيداً .
وتظهر نتيجة ذلك سلباً على الطفل فيكبر بشخصية غير مستقلة أو قادرة على تحمل المسؤولية وأداء واجباتها بنفسها ، إضافة إلى انخفاض مستوى الثقة بالنّفس ووجود الإحباط لدى الطفل كشعور ملازم له ، وعادة ما يكون هذا الطفل بشخصية مهزوزة حساسة لا تثق بقراراتها .
الإهمــال :
ولذلك مظاهر كثيرة ، مثل ترك الطفل دون تشجيع على سلوك مرغوب فيه ، أو العكس ( أي تركه دون محاسبته لقيامه بسلوك خاطئ ) ، والسخرية والتحقير للطفل عند إقدامه على عمل ما قد سعد به ، فتجد الوالدين يحطمانه وينهرانه . وتكمن خطورة هذا الأسلوب في عدم إشباع حاجات الطفل الفسيولوجية والنفسية ووجود بعض الاضطرابات السلوكية لدى الطفل كالعدوان أو العناد والسرقة ، أو إصابته بالتلبد الإنفعالي .
التدليل :
ويُقصد الإفراط فيه ، فـ خير الأمور الوسط ، لاإفراط ولا تفريط . تعويد الطفل على الأخذ دائما تُحدث له مشاكل مُستقبلاً في التكيف مع البيئة الخارجية فينشأ متوقعاً من العالم الخارجي أن يلبي مطالبه ، معتقداً أن الكمال صفة لكل تصرفاته وأنه منزه عن الخطأ . فـ حذارِ حذارِ أيتها الأم مِن المبالغة في التدليل .
التذبذب في المعاملة : يعني عدم استقراركِ في المعاملة ( من ناحية الثواب والعقاب ) ، فيعاقب على سلوك ويُثاب عليه في مرة أخرى ! مما يُسبب للطفل حيرة إن كان ما يفعله صواب أو ممنوع . وغالباً ما يترتب على ذلك الأسلوب شخصية متقلبة مزدوجة .
التفرقة :
انعدام المساواة بين الأبناء والتفضيل بسب الجنس أو ترتيب المولود أو السن يؤثر على الطفل وشخصيته فيتملكه شعور الحقد والحسد تجاه ( الطفل المفضل ) ، ويصبح بطبعه أنانياً يحب الاستحواذ وتملك كافة الأشياء وإن كانت على حساب الآخرين .
إقتراحـات تربـوية.. لكل أم عظيمة ..
الشـعور بأهمية التّربية :
هُـنا تكون نقطة البداية ، فأنتِ كـ أم مسؤولة عن جزء كبيرة من مستقبل أولادك ، وحين نقـول تربيـة ، فنحن نعني إعداد الطفل بكافة جوانب شخصيته : الإيمانية ، الجسدية ، النفسية ، العقلية . وعليكِ أن تُدركي الفرق بين شخص يعاقب ابنه حين لا يصلي ، وبين آخر يغرس عند ابنه حب الصلاة ، وبين شخص يضرب ابنه لتفوهه بكلمة نابية ، وآخر يعلم ابنه رفض هذه الكلمة .. تلك التربية بمفهومها الواسع .
النظام ثم النظام :
أنتِ أيتها الأم بحـاجة إلى تعـويد أطفالك على نـظامٍ مُعين في غرفتهم وأدواتهم ، ومواعيد الطعام والنوم ، وفي التعامل مع الضيوف ... الخ الكل بإمكانه التمييز بين طفل يسكن بيئة منظمة ، وبين آخرٍ تراه عشوائياً متخبطاً قلباً وقالباً !
أضيفي لخبرتك التربوية المزيد :
عليكِ أن تسعي دائما لزيادة خبرتك التربوية والارتقاء بها ، ويكون ذلك في :
· القراءة للكتب التربوية ، وهنا اسألي نفسكِ سؤالاً صريحا : ما حجم قراءتك التربوية ؟ إجابة هذا السؤال تبرز مدى ثقافتك التربوية !
· استغلال الاجتماعات العائلية من خلال النقاش في أمور التربية والاستفادة من الرأي والرأي الآخر ، وسماع النقد بغرض محاولة التصليح .
· الاستفادة من التجارب والخبرات التربوية التي تمر بها عائلات أخر ، أو في نفس العائلة ؛ فالأخطاء التي وقعتِ بها مع طفلك الأول ، تجنبيها مع الطفل الثاني ...
الاهتمام بحاجات الطفل :
للطفل حاجات واسعة منها :~
· الحاجة للاهتمام المباشر : ومِن صور ذلـك الاهتـمام بطـعامه وشرابه ، وتلافي إظهار الانزعاج أثناء تلبية ما يريد ، وحسن الاستـماع له حين يحكي قصة ، أو يطرح أسئلة معينة ، والتخلص من أثر المشاعر الشخصية ، فإن كُنتِ مُنزعجة من شيء مـا وجَبَ عليكِ كبتها وعدم تركها للتأثير على اهتـمامكِ بـطفلك
· الحـاجة إلى الثقة : الطفل يحتاج إلى الشعور بثقته بنفسه وثقة الآخرين به ، ويمكن تعزيز ذلك عن طريق تجنب السّخرية والنقد اللاذع حين وقوعهم في الخطأ ، ومن خلال التعامل الحسن مع مواقف الفشل ومحاولة استثمارها لغرس الثقة بالنجاح بدل التثبيط .
· الحاجة إلى اللعب : ويكون ذلك من خلال إعطاء الطفل الوقت الكافي للعب دون الإنزعاج منه ، واستثمار هذه الحاجة في تعليمه الانضباط وتجنب إزعاج الناس أو اللعب في مناطق ممنوعة مثل المسجد أو مكان استقبال الضيوف ، وكذلك من خلال الحرص على اقتنائه للألعاب الفكرية والعقلية .
الحرص على التوافق بينكِ وبين زوجك
التربية لا تتـم من طرف واحد ، فهي ليست حكراً عليكِ أو على الأب ، وإنما هي عملية تـكاملية تحتاج كلاكما ، فعليكِ أن تحرصي دائماً على حسن العلاقة بينكما ، ووجود رضا وتفاهم على الأساليب التربوية المُتبّعة ، والسعي إلى غرس ثقة الأطفال بالآخر ، فالأب يرفع من قدر الأم أمام أطفاله ، والعكس كذلك | |
|
ESLAM ALI المدير العام
الأوسمة : عدد المساهمات : 2192 تاريخ التسجيل : 02/05/2009 العمر : 35
| موضوع: رد: سنة أولى | تربية أطفال ... الإثنين أبريل 12, 2010 2:04 pm | |
| | |
|